الأربعاء، 4 مارس 2015

البخور في الكنيسة الارثوذكسية


البخور

القمص يوسف حنا كاهن كنيسة ابو سفين المهندسين

دورة البخور داخل الهيكل
إن كنيستنا الأرثوذكسية تقدم البخور فى جميع طقوسها وترفع البخور فى كل صلاة ، إذ يقول معلمنا داود النبى لتستقيم صلاتى كالبخور ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية (مز2:141).

إن كنيستنا الأرثوذكسية تقدم البخور فى جميع طقوسها وترفع البخور فى كل صلاة ، إذ يقول معلمنا داود النبى  لتستقيم صلاتى كالبخور ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية (مز2:141).
وأيضا معلمنا بولس الرسول يقول شكرا لله الذى يقودنا فى موكب نصرته فى المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته فى كل مكان لأننا رائحة المسيح الذكية ( 2كو14:2).
وإن كان الله أمر موسى فى العهد القديم أن يصنع مذبحا ليقدم عليه البخور لله وسمى مذبح البخور ويكون مصنوع من الذهب (خر30: 1-8) ويوضع هذا المذبح أمام تابوت العهد وتصنع مجمرة من النحاس أو الذهب ( خر 38:38 ،39 : 38 ،40 :5).
وفى العهد الجديد عندما ولد السيد المسيح له المجد قدم له المجوس الثلاثة هداياهم (ذهب – لبان – مراً) ( مت 2: 11) .
وقال السيد المسيح له المجد لاتظنوا أننى جئت لأنقض الناموس والأنبياء بل لأكمال (مت 5 : 17).
ولذلك يعتبر البخور امتداد للناموس وللعهد الجديد أيضا ويستمر  تقديم البخور إلى الانقضاء حتى يصل إلى الكنيسة المنتصرة فى السماء ويقول   عنه القديس يوحنا اللاهوتى فى (رؤ 8 : 3 -4). وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة  من ذهب وأعطى بخوراً كثيراً لكى يقدمه  مع صلوات القديسين جمعيهم على مذبح الذهب الذى أمام العرش ، فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله .
 ويقول ملاخى النبى لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمى عظيم بين الأمم وفى كل مكان يقرب لاسمى بخور وتقدمه طاهرة لأن اسمى عظيم بين الأمم قال رب الجنود (نلا1 : 11). وإن هذه النبوات تعلن أن البخور سيستمد إلى جميع  أنحاء العالم وإن الله  يشتم رائحة البخور بالرضا والقبول ومن أجل محبة الله للبخور التى تحمل صلاة القديسيين ، فجعل ملاكاً خاصاً لتقديم البخور باستمرار مع 24 قسيسا امام العرش (رو 5 : 8) وإن الكهنة هم الذين لهم حق تقديم البخور .. ففى العهد القديم كان بيت لاوى (بنى هارون) هم الذين لهم حق تقديم البخور ويتضح ذلك فى عمل الله مع قورح وداثان وابيرام( عد 16 : 1 – 40).
أيضا تقديم البخور فى العهد الجديد للكهنة .إذ يذكر سفر الرؤيا ملاك كنيسة ….. وهو الكاهن الذى يخدم مذبح الكنيسة .
1.   وأن البخور يصعد صلوات المؤمنين فيشتم الرب رائحة الرضا (تك 18 :21).
2.  عندما يرفع الأب الكاهن البخور إلى الله يطلب منه مغفرة خطاياه وخطايا الشعب وكذلك كما طلب موسى من هارون البخور إلى الله يطلب منه مغفرة خطاياه وخطايا الشعب وكذلك كما طلب موسى من هارون أن يرفع عن الشعب بخور ليكفر عن خطاياهم فامتنع الوباء (عد 16 :48 ).
3.  يتم تقديم البخور عن طريق الشورية ( المجمرة ) وهى تصنع من معدن ثمين مثل الذهب أو الفضة وأن هذه الشورية تمثل العذراء ، ففى  لحن “تى شورى ” المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا والجزء المجوف يشير إلى أحشاء السيدة العذراء وجمر النار يمثل السيد المسيح باتحاد ناسوته ولاهوته داخل أحشاء السيدة العذراء .
4.  إن تقديم البخور يعلن لنا عن وجود الله فى وسطنا ففى العهد القديم كان الله يكلم موسى من داخل سحابة البخور ( لا 16 : 12 – 1مل 8 : 10 – عدد 14 : 14 – عدد 16 : 5 ).
5.  رائحة البخور ترضى الله. برائحة سروركم أرضى عنكم يقول الرب (حز20 : 41) وإن لتقديم البخور فى كنيسة العهد  الجديد طقوس (نظام ) هام :-
1.  رفع بخور عشية يقوم الكاهن برفع بخور عشية القداس الإلهى وذلك عشية اليوم الذى يسبق القداس لأنه لايصح إقامة قداس بدون عشية لأن صلاة العشية هى استعداد للقداس . وفيها يطلب الأب الكاهن أن يقبل الرب الذبيحة الغير دموية وأن يرفع عن الشعب خطاياهم ويقبل إليه اعترافاتهم وذلك بعد أن يضع الأب الكاهن (5) يد بخور فى الشورية ويدور حول المذبح ثلاث مرات ثم يدور حول الشعب مرة واحدة ويعود إلى المذبح ويدور مرة واحدة وهو يقول : يا الله الذى قبل إليه اعتراف اللص على الصليب اقبل إليك اعترافات شعبك واغفر لهم خطاياهم من أجل اسمك القدوس الذى دعى علينا كرحمتك وليس كخطايانا .
2.  بخور باكر يرفع الكاهن بخور باكر قبل القداس وهو استعداد للدخول إلى القداس الإلهى .
3.  بخور البولس وفيه يدور الكاهن حول المذبح ثلاث مرات وهو يقول أوشية بخور البولس ” وامنحنا أن نقدم أمامك ذبائح ناطقة وصعائد البركة وبخوراًروحياً يدخل إلى الحجاب فى موضع قدس أقداسك “(عب 6 : 19 ، 13 : 15) ثم يخرج ويدور حول الشعب مرة واحدة وذلك ليعلن لنا انتشار كلمة الله حول العالم أجمع – دورة البخور بعكس عقارب الساعة لأن إلهنا فوق الزمان .
4.  بخور الإبركسيس وهو بعد دورة البولس ويتم بأن يدور الكاهن حول المذبح ثلاث مرات وهو يصلى أوشية الإبريكسيس ” يا الله الذى قبل إليه  محرقة ابراهيم وبدل إسحق أعددت له خروفا هكذا أيضا أقبل منا نحن أيضا ياسيدنا محرقة هذا البخور وأرسل لنا عوضه رحمتك ذات الغنى “(تك 22) . ففى كل دورة من دورات البخور يطوف الأب الكاهن حول المذبح ثلاث مرات من جهة اليمين وهو يصلى سرا الثلاث أو اشى الصغار (السلامة والاباء والاجتماعات 9 ويطوف الشماس مقابلة رافعا الصليب وهو يردد  أيضا سراً مردات الأواشى الثلاثة سراً.
إن الدوران حول المذبح ثلاث مرات تكريم وتمجيد لاسم الله الثالوث القدوس .
ملحوظة : إن الطواف حول المذبح مثال مافعل يشوع بن نون الذى طاف حول أسوار أريحا فسقط السور بقوة الله وإن الكاهن فى العهد الجديد يطوف حول المذبح لكى يطلب من الله  أن يهدم حصون الخطية ويحفظ أولاده من شرور العالم ومكايد العدو الشرير.
وأيضا كقول معلمنا داود النبى : أغسل يدى بالنقاوة وأطوف حول مذبحك المقدس (مز 26 : 6).
5.  بخور الانجيل وفيه يقوم الكاهن بوضع يد بخور ويقرأ أوشية الإنجيل لأن الإنجيل هو ختام القراءات لأنه بشارة الله وكلمته المفرحة .
6.  أوشية الاجتماعات وفيها يرفع الأب الكاهن البخور فوق الإبروسفارين إلى القبر (لو 23 : 55) وأيضا إلى عمل الروح القدس وحلوله فى الهيكل المقدس . إن الرب يسكن فى الضباب ( 1 مل 8 : 10).
7.  بخورالقرابين  وفيها يقول الكاهن أقبلها على المذبح المقدس الناطق السمائى رائحة بخور تدخل إلى عظمتك .
8.  بخور الاستعداد لاستلام جسد الرب عندما يأتى الكاهن إلى عمل التجسد الذى تم فى أحشاء السيدة العذراء لخلاص البشرية ثم يقوم الكاهن بوضع ( تبخير ) يده فوق المبخرة ثلاث مرات استعداد لحمل الجسد المقدس .
9.  بخور المجمع المقدس والترحيم . بعد صلاة المجمع المقدس يصلى الأب الكاهن أوشية الراقدين وأثناء ذلك يقوم بوضع بخور فى الشورية ويذكر من يريد ذكرهم من الراقدين وذلك دليلا لرفع صلوات الكنيسة المجاهدة إلى الكنيسة المنتصرة ويتحد الاثنان برائحة واحدة ذكية تصعد إلى عرش الله 

المصدر: جريدة وطني