التبرع
بالدم
إذا طلب مني
التبرع بالدم في مستشفى ولم أفعل، فهل هذا يعتبر خطية؟
الإجابة:
أولا،
التبرع بالدم هو عادة حميدة.. ولها العديد من الفوائد؛ منها ما هو يفيد الصحة
الشخصية للمتبرع نفسه.
ثانياً..
الكتاب المقدس يقول: "من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل، فذلك خطية له" (يع17: 4). فمن
يوضع أمامه فرصة لعمل الخير ثم يدير ظهره، فهذا بالتأكيد يحسب عليه وليس له..
فينبغي أن تنتهز الفرص لعمل الخير في كل وقت وكل شيء وكل يوم.. واليوم الذي يعبر
دون أن تمارس فيه الخير والمحبة للآخرين بغض النظر عن شخصياتهم أو دينهم أو مدى
قربهم لك، فهذا اليوم لا تحسبه من عمرك! لقد كان السيد المسيح يجول يصنع خيراً
(أع38: 10).
هناك بضعة
أمور قد تمنعك من التبرع، منها ما هو صحي، مثل المشاكل الصحية أو صغر السن.. إلخ.
وفي هذه الحالة لا خطأ عليك، ولكن كما يقول المثل الشعبي المصري: "المهم النية":)
وهناك بعض الأمور الأخرى التي ينبغي عليك مجابهتها وتشجيع نفسك على التبرع، وأهمها
هو الخوف.. سواء عدم الإعتياد على الحقن، أو الخوف من الألم، أو رهبة الموقف أو
غيره.
التبرع يفيد
المتبرع إليه حقاً، ولكنه يفيدك أيضاً: صحياً ونفسياً وروحياً! فيقول الحكيم يشوع
بن سيراخ: "إن لم تدخر في شبابك، فكيف تجد في شيخوختك؟!" (سي5: 25). ويقوم الحكيم
الآخر وهو سليمان الملك بتفسير الأمر قائلاً: "ارم خبزك على وجه المياه؛ فانك تجده
بعد أيام كثيرة" (1: 11). "لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى
عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ" (عب10: 6). فالله الحبيب يجازي عن هذا في السماء
وفي الأرض.. أتذكر في أحد المرات كنت نازلاً على سلالم بعد أحد العروض في مكتبة
الإسكندرية، وكانت أمامي سيدتان متقدمتان في السن، ينزلان ببطء.. فتوقفت عن إسراعي،
وبدأت أنزل ببطء مثلهم.. فإبتعدت واحدة منهم عن الطريق لتفسح لي المجال لأعبر
قائلة: "عدّي إنت، إحنا حاننزل على مهلنا"، فابتسمت وقلت لها: "لا.. خدوا راحتكوا..
أنا أستنى شوية دلوقتي عشان ألاقي حد يصبر عليّ بعدين".
على أي
الأحوال، لا تندم على ما فات.. هناك الكثير من الفرص القادمة.. والفرص موزعة على
الجميع، الفرق في أن شخصاً ما يستفيد من الفرصة، وآخر يفكر طويلاً حتى تضيع، وثالث
يخاف وينسحب ويفضل الحياد!
وأنا رأيي
أن تقوم بالتجربة، فهي أفضل سبيل لمجابهة الخوف، ووضعه في حجمه الطبيعي.. أنت الآن
في شبابك تقدر، ولكن ينقصك الإرادة.. ربما بعد بضعة سنوات ستكون لديك الإرادة، في
وقت تخونك فيه القدرة.. فجرب الآن، حتى لا تأتي في يوم من الأيام وتقول: "ياريتني
كنت حاولت"! ولا تنسانا من صالح الدعاء، وإخبارنا بتطورات الأمر
معك
![]()
