تجسّد
الكلمة
س 153:
نقترب من عيد ميلاد يسوع المسيح. وفي وسط الزينة والاستعدادات في الشوارع تذكرنا مع
الرفاق ما قلتَه لنا قبلا عن أن العيد هو عيد مجيء الله إلينا. لكننا لم نفهم جيدا
معنى "تجسّد الكلمة".

س 154:
تحققت هذه النبوءة في عيد البشارة لما قبلَت مريم ما بشّرها به الملاك وصارت والدة
الإله.
ج: أنتَ
قلتَ الآن وصارت والدة الإله. أرسل الله ابنه الوحيد الذي وُلد منها. تتطابق الآن
بُشرى الملاك مع نبوءة إشعياء. وتحققت النبوءة: العذراء حبلى تنتظر مولودها. ونحن
نفرح كثيرا ونرتل في الاحداث المهمة في حياتنا مثل الاحتفال بالزواج في الكنيسة أو
عند رسامة شماس او كاهن، اي عندما نتقبّل هذه الأسرار المقدسة التي تفتح لنا الطريق
إلى الملكوت، نقوم بزيّاح مرنمين: "يا اشعيا اطرب متهللا لأن البتول قد حملت في
أحشائها وولدت ابناً وعو عمانوئيل إلهاً وإنساناً معا...". العبارة الأساسية هنا هي
"إلها وإنساناً معا"، هذا هو كل معنى التجسد. العذراء اتحدت بالله حين أصبحت أمه.
على مثال مريم نحن نقتبل الله ونستقبله، لأن الله يتجسد فينا أيضاً بواسطة الروح
القدس. ان هدف المسيحي، في صراعه مع الخطيئة، هو ان يترك تجسّد الكلمة يظهر في
حياته، وفي جسده بالذات.
س 155: كيف
يظهر تجسد الكلمة فينا؟ هل يعني ذلك أننا نفهم كلام الإنجيل؟
ج: طبعا اذا
فهمنا كلام الإنجيل وطبقناه في حياتنا تظهر ثماره فينا وحولنا. ولكن "كلمة الله"،
يسوع المسيح هو الإله حي، ليس مجرد كلمات فقط، نتحد به فعليا بجسدنا، ليس فقط
بفكرنا وعقلنا. وهو أتى إلينا واتحد بنا ليقودنا إلى أبيه ويصالحنا معه. يتم هذا
عندما نتناول في القداس. نقرأ قبل المناولة صلوات كتبها الآباء القديسون، تعدّنا
للاتحاد مع الله في جسدنا، مثلا صلاة القديس باسيليوس الكبير: "باقتبالي جزءاً
صغيراً من عطاياك المقدسة أُصبح متحداً بجسدك وبدمك، فتثبت فيَّ مع الآب وروحك
القدوس".
يحصل كل هذا
بطريقة سرية لا نفهمها لكننا نعيش نتائجها في تصرفاتنا وابتعادنا عن الخطيئة
وعلاقاتنا مع الآخرين.